التسامح الديني في مسلسل «دوران شبرا» بطريقة تتجاهل الواقع
نقاد الدراما والسينما المصرية يعتبرونه من أهم المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان
تدور احداث مسلسل «دوران شبرا» لخالد الحجر من تأليف عمر الدالي في اول انتاج مشترك بين الشركة العالمية ليوسف شاهين و«بي بي سي» البريطانية، حول التسامح الديني بين المسلمين والاقباط في إحدى ضواحي القاهرة ضاحية شبرا المتميزة بجمالية العلاقات بين الطائفتين.ويقدم المسلسل صورة واقعية للشرائح الاجتماعية التي تعيش في هذه الضاحية وخصوصية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين التي شكلت نسيجا اجتماعيا نموذجيا في العلاقة بين الطوائف، وقبل ذلك مع الجاليات الاجنبية التي بقيت في مصر حتى خمسينيات القرن الماضي مثل الجاليات الايطالية والارمنية واليونانية.
وتأتي اهمية المسلسل في نقل هذه الصورة المتسامحة التي كانت تسود في مصر بين الطوائف والجاليات المختلفة للرد على تصاعد الازمة الطائفية الذي بدأ منذ عهد الرئيس الاسبق محمد انور السادات الذي اطلق عقال التيارات الدينية المختلفة في مواجهة اليسار المصري والناصريين. وكان من نتائج ذلك انطلاق التعصب الاسلامي الذي ووجه بتعصب مقابل لحماية الذات.
وقامت الاجهزة الامنية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بإشعال الفتنة الطائفية في اكثر من مناسبة من وراء الستار كما اشارت الصحف المصرية التي وجهت اتهامات لوزارة الداخلية بتفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية التي ذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.
وجاء هذا النسيج الذي قام بتأليفه ابن ضاحية شبرا عمرو الدالي لينقل الحالة التي كانت عليها شبرا كما عاشها.
فصور حياة عاشها حيث يقع الشاب المسلم في حب الشابة المسيحية ولا تكتمل العلاقة في حين يغرم المسيحي بالمسلمة ويواجه ايضا عدم اكتمال العلاقة.
وتصور حالة التسامح الاساسية في العلاقة التي تسود بين عائلة لولا (دلال عبدالعزيز) المسيحية وابنها اشرف (احمد عزمي) وعائلة فاطمة (عفاف شعيب) المسلمة وابنائها. فالعلاقة التي ربطت بين الصديقتين لولا وفاطمة تعكس جمالية العلاقة بين الطائفتين.
فهما عاشتا العمر كله معا وتستطيعان فهم بعضهما البعض حتى انهما قد تتخذان قرارات تتعلق بأفراد العائلتين في جلسة ودية بينهما.
وقد تضمن الخط الدرامي الكثير من هذه التفاصيل التي تصور السيدتين كشقيقتين في الوقت الذي تلتزم كل واحدة منهما بفروض ديانتها.
وتعكس هذه العلاقة نوعا ايضا من التسامح بين الشرائح الاجتماعية المختلفة التي تعيش في عمارة واحدة تعكس طوابقها الوضع الطبقي لسكانها فالمثقف المسيحي والفنان العجوز يعيش في اعلى ادوار العمارة مع حفيدته التي قدمت لزيارته من فرنسا في حين تعيش لولا وصديقتها في الطوابق الوسطى.
وفي الطابق الارضي تقطن الخادمة (حورية فرغلي) وزوجها بائع الملابس (هيثم زكي) الذي أطلق سراحه من السجن بعد ان امضى عشرة اعوام بتهمة الاتجار بالمخدرات وشقيقه الطالب الثانوي الذي قامت بتربيته هي، بالإضافة إلى والدتها بائعة الخضار (حنان يوسف) وشقيقتها الصغرى.
تقوم العلاقة على اساس انساني بين الشرائح الثلاث وتتشابك علاقتهم في تفاصيل كثيرة. ويقدم من خلال ذلك صورة عن صراع الاشقاء في العائلة المسلمة حول ملكية الشقة في حين تبرز ديكتاتورية الام في اختيار زوجة للابن في العائلة المسيحية.
إلى ذلك يصور المسلسل علاقات عاطفية بين شقيق (هيثم زكي) المسلم وحفيدة المثقف والفنان المسيحي القادمة من فرنسا.
فيرفض الجد هذه العلاقة رغم معرفته بأن لحفيدته علاقات مختلفة في فرنسا لكن ما يجوز في فرنسا لا يجوز في مصر. ويقدم المسلسل ايضا صورة مناقضة من خلال علاقة شقيقة الخادمة الصغرى بشاب مسيحي ينتمي لطبقة متوسطة.
فترفض الشابة استمرار العلاقة بما يشير الى الاحتقانات التي اصبحت موجودة في الواقع الاجتماعي وفي لاوعي الطائفتين، حيث حسم الموقف الديني الموقف ولم يأخذ الانساني حقه في هذه المشاعر.
وهنا يتجاهل المؤلف علاقات عاطفية اكتملت بين افراد من الطائفتين ووصلت الى الزواج وتأسيس العائلات.
وهي العلاقات التي استغلتها الاجهزة الامنية حسب التحقيقات التي تسربت عبر الصحف المصرية لتفجير الصراعات الطائفية.
وخير دليل على ذلك ما حصل بعد الثورة في ضاحية امبابة حيث استغلت علاقة زواج لتفجير العنف الطائفي مجددا رغم السيطرة عليها فيما بعد.
من جهة أخرى كشف المسلسل ايضا عن القمع الذي تمارسه الاجهزة الامنية على جميــع هــذه الشــرائح من خلال القبض على الحفيدة القادمة من فرنسا (ملك قورة) لانها تقوم بالتصوير في الشوارع من دون اذن رسمي.
إلى ذلك يصور المسلسل ابتزاز الناس من قبل الاجهزة الامنية، من خلال مشاهد قيام الضابط (احمد كمال) بابتزاز المعتقل السابق (هيثم زكي) واجباره على العمل مع الاجهزة الامنية رغم خروجه من السجن، وإلا سيتم تلفيق تهمة لشقيقه الصغير.
وتبرز أيضا كيفية تحول الوضع الاجتماعي الضاغط في استكمال تشويه الشخصيات المعدمة، في مشهد عودة (هيثم زكي) للاتجار بالمخدرات هربا من انسحاقه الاجتماعي وفي محاولة للهروب من ضغوط الاجهزة الامنية عليه.
وهذا ما خلق حالة من «الدمار» في حياته عندما رفضت زوجته التي يعشقها كما شقيقه، العيش معه في بحبوحة.
فهربا من المنطقة كي ينطلقا في حياتهما من جديد بعيدا عن ضغوطات الاجهزة الامنية وبعيدا عن تجارة المخدرات ومكاسبها الحرام.
واعتبر نقاد الدراما والسينما المصريون ان هذا المسلسل يعتبر من اهم المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان حتى اعتبره البعض منافسا على الموقع الاول بجدارة الى جانب مسلسل «المواطن اكس».
وهذا المسلسل التلفزيوني هو الاول للمخرج خالد الحجر الذي تميز في السينما من خلال تقديمه اكثر من فيلم لاقى نجاحا في السنوات الاخيرة.
وآخــر أفلامــه «شــوق» الذي فاز بجائزة الهرم الذهبي في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الاخيرة قبل عامين.
تدور احداث مسلسل «دوران شبرا» لخالد الحجر من تأليف عمر الدالي في اول انتاج مشترك بين الشركة العالمية ليوسف شاهين و«بي بي سي» البريطانية، حول التسامح الديني بين المسلمين والاقباط في إحدى ضواحي القاهرة ضاحية شبرا المتميزة بجمالية العلاقات بين الطائفتين.ويقدم المسلسل صورة واقعية للشرائح الاجتماعية التي تعيش في هذه الضاحية وخصوصية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين التي شكلت نسيجا اجتماعيا نموذجيا في العلاقة بين الطوائف، وقبل ذلك مع الجاليات الاجنبية التي بقيت في مصر حتى خمسينيات القرن الماضي مثل الجاليات الايطالية والارمنية واليونانية.
وتأتي اهمية المسلسل في نقل هذه الصورة المتسامحة التي كانت تسود في مصر بين الطوائف والجاليات المختلفة للرد على تصاعد الازمة الطائفية الذي بدأ منذ عهد الرئيس الاسبق محمد انور السادات الذي اطلق عقال التيارات الدينية المختلفة في مواجهة اليسار المصري والناصريين. وكان من نتائج ذلك انطلاق التعصب الاسلامي الذي ووجه بتعصب مقابل لحماية الذات.
وقامت الاجهزة الامنية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بإشعال الفتنة الطائفية في اكثر من مناسبة من وراء الستار كما اشارت الصحف المصرية التي وجهت اتهامات لوزارة الداخلية بتفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية التي ذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.
وجاء هذا النسيج الذي قام بتأليفه ابن ضاحية شبرا عمرو الدالي لينقل الحالة التي كانت عليها شبرا كما عاشها.
فصور حياة عاشها حيث يقع الشاب المسلم في حب الشابة المسيحية ولا تكتمل العلاقة في حين يغرم المسيحي بالمسلمة ويواجه ايضا عدم اكتمال العلاقة.
وتصور حالة التسامح الاساسية في العلاقة التي تسود بين عائلة لولا (دلال عبدالعزيز) المسيحية وابنها اشرف (احمد عزمي) وعائلة فاطمة (عفاف شعيب) المسلمة وابنائها. فالعلاقة التي ربطت بين الصديقتين لولا وفاطمة تعكس جمالية العلاقة بين الطائفتين.
فهما عاشتا العمر كله معا وتستطيعان فهم بعضهما البعض حتى انهما قد تتخذان قرارات تتعلق بأفراد العائلتين في جلسة ودية بينهما.
وقد تضمن الخط الدرامي الكثير من هذه التفاصيل التي تصور السيدتين كشقيقتين في الوقت الذي تلتزم كل واحدة منهما بفروض ديانتها.
وتعكس هذه العلاقة نوعا ايضا من التسامح بين الشرائح الاجتماعية المختلفة التي تعيش في عمارة واحدة تعكس طوابقها الوضع الطبقي لسكانها فالمثقف المسيحي والفنان العجوز يعيش في اعلى ادوار العمارة مع حفيدته التي قدمت لزيارته من فرنسا في حين تعيش لولا وصديقتها في الطوابق الوسطى.
وفي الطابق الارضي تقطن الخادمة (حورية فرغلي) وزوجها بائع الملابس (هيثم زكي) الذي أطلق سراحه من السجن بعد ان امضى عشرة اعوام بتهمة الاتجار بالمخدرات وشقيقه الطالب الثانوي الذي قامت بتربيته هي، بالإضافة إلى والدتها بائعة الخضار (حنان يوسف) وشقيقتها الصغرى.
تقوم العلاقة على اساس انساني بين الشرائح الثلاث وتتشابك علاقتهم في تفاصيل كثيرة. ويقدم من خلال ذلك صورة عن صراع الاشقاء في العائلة المسلمة حول ملكية الشقة في حين تبرز ديكتاتورية الام في اختيار زوجة للابن في العائلة المسيحية.
إلى ذلك يصور المسلسل علاقات عاطفية بين شقيق (هيثم زكي) المسلم وحفيدة المثقف والفنان المسيحي القادمة من فرنسا.
فيرفض الجد هذه العلاقة رغم معرفته بأن لحفيدته علاقات مختلفة في فرنسا لكن ما يجوز في فرنسا لا يجوز في مصر. ويقدم المسلسل ايضا صورة مناقضة من خلال علاقة شقيقة الخادمة الصغرى بشاب مسيحي ينتمي لطبقة متوسطة.
فترفض الشابة استمرار العلاقة بما يشير الى الاحتقانات التي اصبحت موجودة في الواقع الاجتماعي وفي لاوعي الطائفتين، حيث حسم الموقف الديني الموقف ولم يأخذ الانساني حقه في هذه المشاعر.
وهنا يتجاهل المؤلف علاقات عاطفية اكتملت بين افراد من الطائفتين ووصلت الى الزواج وتأسيس العائلات.
وهي العلاقات التي استغلتها الاجهزة الامنية حسب التحقيقات التي تسربت عبر الصحف المصرية لتفجير الصراعات الطائفية.
وخير دليل على ذلك ما حصل بعد الثورة في ضاحية امبابة حيث استغلت علاقة زواج لتفجير العنف الطائفي مجددا رغم السيطرة عليها فيما بعد.
من جهة أخرى كشف المسلسل ايضا عن القمع الذي تمارسه الاجهزة الامنية على جميــع هــذه الشــرائح من خلال القبض على الحفيدة القادمة من فرنسا (ملك قورة) لانها تقوم بالتصوير في الشوارع من دون اذن رسمي.
إلى ذلك يصور المسلسل ابتزاز الناس من قبل الاجهزة الامنية، من خلال مشاهد قيام الضابط (احمد كمال) بابتزاز المعتقل السابق (هيثم زكي) واجباره على العمل مع الاجهزة الامنية رغم خروجه من السجن، وإلا سيتم تلفيق تهمة لشقيقه الصغير.
وتبرز أيضا كيفية تحول الوضع الاجتماعي الضاغط في استكمال تشويه الشخصيات المعدمة، في مشهد عودة (هيثم زكي) للاتجار بالمخدرات هربا من انسحاقه الاجتماعي وفي محاولة للهروب من ضغوط الاجهزة الامنية عليه.
وهذا ما خلق حالة من «الدمار» في حياته عندما رفضت زوجته التي يعشقها كما شقيقه، العيش معه في بحبوحة.
فهربا من المنطقة كي ينطلقا في حياتهما من جديد بعيدا عن ضغوطات الاجهزة الامنية وبعيدا عن تجارة المخدرات ومكاسبها الحرام.
واعتبر نقاد الدراما والسينما المصريون ان هذا المسلسل يعتبر من اهم المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان حتى اعتبره البعض منافسا على الموقع الاول بجدارة الى جانب مسلسل «المواطن اكس».
وهذا المسلسل التلفزيوني هو الاول للمخرج خالد الحجر الذي تميز في السينما من خلال تقديمه اكثر من فيلم لاقى نجاحا في السنوات الاخيرة.
وآخــر أفلامــه «شــوق» الذي فاز بجائزة الهرم الذهبي في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الاخيرة قبل عامين.